تبرع
مؤسسة لجان العمل الصحي
Health Work Committees
عربي  |  En  |  Es
الرئيسية » آخر الأخبار »   03 كانون الثاني 2019

مركز الواحة للأشخاص ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة والبسيطة قصة نجاح تدلل على الطاقة الكامنة لدى هؤلاء وتجسيد لحقهم في الإندماج المجتمعي

 تأسس مركز الواحة للأشخاص ذوي الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة في بيت ساحور والتابع للجان العمل الصحي عام 1998 إستجابةً لإحتياج المجتمع تجاه توفير متطلبات حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أن هذه الفئة لا تحظى بالرعاية اللازمة أوتوفير متطلبات معيشتها أسوةً بباقي أفراد المجتمع، وعلى ذلك وبما يتناغم مع رسالة وسياسة مؤسسة لجان العمل الصحي التي تسعى للإرتقاء بمستوى الخدمات الصحية والتنموية للفئات المهمشة والفقيرة، جاءت فكرة تأسيس وإطلاق مركز الواحة ليرى النور.

البدايات كانت متواضعة ومحدودة
إقتصرت بداية المركز بالعمل مع خمسة أشخاص من ذوي الإعاقة في محافظة بيت لحم من الفئة العمرية 17عاماً فما فوق، وقد تم تم التركيز على هذه الفئة العمرية، لما تعانيه من تهميش بشكل كبير، وعدم وجود أطر مجتمعية ومؤسساتية كافية في تلك الفترة قادرة على العمل وإستيعاب أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين هم بأمس الحاجة الى التدريب والتأهيل ودمجهم بالمجتمع والعمل مع ذويهم على كافة الأصعدة.
وكانت إنطلاقة الواحة بمثابة الإطار الذي عمل وما زال نحو المساهمة في تقديم الخدمات التأهيلية المهنية والحرص على دمج الأشخاص ذوي الإعاقة بين أفراد المجتمع من خلال ترويج منتوجاتهم وأعمالهم والتي تعبر عن مدى قدرات وإمكانيات هؤلاء الأشخاص إذا توفرت لهم الفرص والقنوات المجتمعية والمؤسساتية لإستثمار وتوجيه هذه القدرات. فعمل المركز في محطاته الأولى على ثلاث ورش عمل وهي إعادة تصنيع الورق والرسم بالرمل والشمع، وجاء إختيار هذه الحرف الفنية بعد عدة تجارب ودراسات، لكي تتلائم وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانتال نتائج في هذه الورش في غاية النجاح وموفقه في إظهار قدرات هؤلاء الأشخاص للمجتمع، وأنهم فعالين وقادريين على الاعتماد على الذات والاستقلالية إذا ما أستثمرت قدراتهم بالشكل الصحيح.                                                                                         
 بالاضافة إلى الورش السابقة عمل القائمون على المركز المركز تقديم الخدمات النفسية والاجتماعية لرواده وذويهم بشكل مهني ضمن خطط فردية وجماعية تساهم في إرتقاء العمل بطريقة مهنية صحية تتلائم وإحتياجات رواده النفسية والإجتماعية، إلى جانب ذلك حافظ المركز على تنفيذ جملة من النشاطات اللامنهجية مثل الرحلات الترفيهية والتعليمية وزيارة المؤسسات المختلفة، مستهدفاً بذلك الأشخاص ذوي الإعاقة وأهاليهم كون هذه الأنشطة تساهم في كسر روتين الحياة إلى جانب التعلم وتبادل الخبرات والإطلاع على النماذج العملية المختلفة لواقع وحياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وخلق فرص تساهم في دمجمهم بين أفراد المجتمع، بالاضافة إلى التشبيك مع مؤسسات المجتمع المحلي والدولي بكافة الأشكال من أجل نشر وتعميم رؤية المركز تجاه قضية الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة، ومناصرة كافة حقوقهم.
وفي هذا الإطار فإن المركز وطاقمه ورواده ومتطوعيه حريصون على التواجد في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية مثل الاحتفالات بذكرى إعلان الاستقلال ويومي الأرض والمرأة العالمي، والمساهمة في موسم قطف ثمار الزيتون وأعياد الميلاد وأعياد الفطر والأضحى، والمحافل الرسمية من أجل إظهار قدرات هذه الفئة وترسيخ فكرة الدمج وأنهم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع وقادرين على العطاء، عدا عن السعي الدؤوب لنشر رسالة ورؤية المركز في كافة المحطات الإعلامية والمعارض الفنية ومختلف المناسبات التي يشارك بها المركز برواده.                                                                                 
 المركز اليوم:
وصل مركز الواحة اليوم لمحطة مهمة تتمثل في التعامل معه كبيئة وحاضنة نموذجية تعمل وتتعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة نظرأ إلى مستوى الخدمات التي يقدمها وطريقة الدمج لرواده في المجتمع من خلال أعمالهم، وبشهادة عدد من المؤسسات الرسمية والأهلية، ومساندة المجتمع المحلي في محافظة بيت لحم، فهناك مؤازرة عالية للمركز والذي يضم حالياً 23 شخصاً من ذوي الاعاقة العقلية البسيطة والمتوسطة من سن 17 عام عاما فما فوق، ومن مختلف المناطق وحتى من خارج محافظة بيت لحم التي تحيط بها.
ويعمل مركز الواحة دائماً وباستمرار على تطوير عمله وخدماته بما يواكب تطورات المجتمع وعلى وجه التحديد في قضية الإعاقة، وسارع لإضافة ثلاث ورش عمل جديدة إلى جانب السابقة السابقة وهي الرسم على القماش بألوان الحرير والليزر والسيراميك تلبيةً للتغيرات والتطورات على المنتوجات، الأمر الذي ساهم في تعزيز الدمج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة من خلال منتوجاتهم بشكل أفضل على المستوى المحلي والدولي، بالإضافة إلى النموذجية والمهنية في كادر العمل داخل المركز، فجميع الطاقم حاصل على تخصصات علمية تتلائم وإحتياجات رواده، وتحرص مؤسسة لجان العمل الصحي دوماً على تطوير خدمات وفعاليات المركز والطاقم العامل فيه وفق تتبع مؤشرات العمل والرصد والبناء على التراكمات، ما ساعد على تقديم العمل وفق مستويات المهنية والنموذجية.
 كل ما تقدم ساهم في نشر وترويج المركز ومنتجاته داخل المجتمع ولفت الأنظار إليه وإلى قدرات رواده، ومؤخراً حقق المركز العديد من قصص النجاح في العمل، أهمها المشاركة في المعارض المحلية، حيث لقيت منتوجات الواحة إقبالاً جيداً من قبل المشاركين وزوار المعارض، وكذلك من خلال الزيارات التبادلية لبعض المؤسسات العاملة في مجتمع بيت لحم، إلى جانب قدرة طاقمه على توفير فرص عمل لشخصيين من رواده خارج المركز ويتاقضون أجراً مقابل عملهم، الامر الذي ساهم في تحقيق إستقلاليتهم وإعتمادهم على ذاتهم وهذا تطبيق لرؤية لجان العمل الصحي تجاه دعم وعدالة حقوق الأشخاص ذوي الأعاقة على أرض الواقع بنجاح.
الواحة سمعة طيبة ونموذج يحتذى:                                                                     
على صعيد المجتمع المحلي، فإن طاقم المركز يعمل دائماً على تعزيز آواصر التعاون والعمل المشترك عبر التشبيك مع جميع المؤسسات من مختلف التوجهات العملية، لذلك فهو ومن خلال النشاطات والفعاليات المختلفة، يتواجد بشكل فعال مع مختلف المؤسسات مثل المدارس والجامعاتوالمؤسسات المحلية ذات الصلة والتي تعنى بالشباب "جيل المستقبل" كونهم الأقدر على تغيير النظرة المجتمعية السلبية والنمطية لهذه الفئة، كما أن المركز عضو فعال في شبكة المؤسسات للأشخاص ذوي الإعاقة ويعمل على نشر رؤيته بشكل أوسع والعمل على مناصرة وتطبيق كافة حقوق الاشخاص ذوي الإعاقة والإرتقاء بهم، وتمتاز توجهات وخطط المركز بالمرونة للبحث عما هو أفضل من الطرق لعرض الأنشطة المختلفة التي تعمل على تطبيق رسالته تجاه تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المشاركة المجتمعية الفعالة وتؤمن نخراطهم في المجتمع، كما يعمل كذلك على تطوير آليات العمل للأفضل، الأمر الذي ساهم في زيادة إقبال الزوار للمركز والإعجاب بمستوى الخدمات والفعاليات المختلفة، والمنتوجات وطريقة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع مقارنةً مع المؤسسات العاملة ذات الشأن، والثناء على عمل المركز وتطوره في الأونة الأخيرة وكثرة الداعميين لفلسفة عمله.                                                                                          
طموحات المركز لا حدود لها رغم التحديات فهود يكافح على عدة جبهات وفق توجهات تنموية في هذا المجال، ويسعى لإقرار حقوق ومتطلبات العيش بكرامة لكافة الأشخاص ذوي الإعاقة وفق ما جاء في القانون المحلي الفلسطيني لعام 1999 والإتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة التي وقعت عليها دولة فلسطين في عام 2014، وبالتالي يضع المركز كل إمكاناته  للمساهمة في مناصرة ومؤازرة العمل تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة وفق ما جاء في هذه الاتفاقيات، والسعي لتوفير الخدمات الصحية والنفسية والإجتماعيه، وشمولية تغطية جميع المناطق وفق مراكز تتوفر فيها جميع المواصفات الموائمة للأشخاص ذوي الإعاقة من حيث المبنى و ظروف العمل وسبل الحياة الكريمة.